التعليم بالتجربة هو استراتيجيّة تعليميّة تعمل على خلق محاكاة في بيئة التعلّم تشبه مواقف الحياة الواقعية من خلال استخدام الألعاب التدريبيّة وتطبيق مبادئ التعلّم بالمحاولة والخطأ . في الوقت الذي تعد فيه الألعاب التدريبيّة: كتمارين قد صمّمت بشكل واضح لتحقيق أهداف تعليميّة و التّعلم بطريقة غير مباشرة من خلال اللّعب ، ويتم استخدامها في بيئات التّعليم والتدريب سواء في الجامعات أوالشركات وورش العمل وحتّى في البيئات الاجتماعيّة كحلقات الدّعم النفسي والنواديوغيرها . يهدف التّعلم بالتجربة بشكل أساسي لتعليم المفاهيم، واستيعاب الأحداث الجارية أو فهم ثقافة ما من خلال نماذج عملية ، بالإضافة إلى تعليم مهارات معيّنة كالقيادة أو تنمية جانب من جوانب الشخصيّة لدى المتدرّبين كالثقة بالنّفس ، كما يعمل على تعزيز روح الفريق والعمل الجماعي والتواصل لدى موظفي الشركات من خلال تدريبهم على التخطيط والتفكير الاستراتيجي وغيرها من المهارات . الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم بالتجربة؟ = يعتمد التعليم بشكله التقليدي على إلقاء المعلومات على شكل محاضرات أو عروض تقديمية ، مع إجراء اختبارات تحصيليّة سواء شفهيّة أو كتابيّة تقيس جانب الحفظ واسترجاع المعلومات فقط وتهمل الجانب العملي او التطبيقي للمعرفة المكتسبة كما تغفل عن قياس مهارات المتدرّبين. = يتمحور التعليم عن طريق التجربة واللّعب حول خلق مواقف واقعية لتطبيق المعرفة بشكل عملي، أو اكتساب المفاهيم عن طريق الاستنتاج، وممارسة عدّة بدائل قبل الوصول إلى الحل الصحيح بدلاً من الحصول على الحلول الجاهزة. لماذا التعليم بالتجربة أفضل من التعليم التقليدي؟ يختلف التعلم بالتجربة عن التعليم التقليدي بأنّه مصمّم لإشباع حاجات الإنسان الأساسيّة، من خلال المتعة والمشاركة العاطفيّة والتفاعل الاجتماعي وتعزيز افراز الأدرينالين والإبداع وإثبات النّفس وإبراز الأنا، مع ضمان سير عمليّة التّعلم بشكل صحيح من خلال وجود القواعد والأهداف الواضحة والمخرجات المطلوبة كل ذلك ضمن بيئة تفاعليّة سريعة الاستجابة. على عكس التعليم التقليدي الذي يحصل فيه المتدرّب على جميع معلوماته من المدرّب فقط ليتحوّل إلى آلة استقبال معلومات، فإنّ التعلم بالتجربة يتيح الفرصة للمشاركة البنّاءة للخبرات والتجارب وحتّى النقد ما بين المتدرّبين للحصول على فائدة أكبر وتنوّع في وجهات النظر والمعارف ، بالإضافة إلى خلق نقاش وتواصل فعّال يزيد من انسجام الأفراد . أما بالنسبة للشركات ، فإن التّعلم بالألعاب التدريبيّة يُشِعر الموظّفين بإهتمام شركتهم بتقديم تدريب ذو كفاءة عالية بأساليب معاصرة ، بهدف صناعة الألفة بين الموظّفين وتعزيز العمل بروح الفريق وتنمية مهاراتهم المختلفة . إحصائيّات داعمة: عند مقارنته بالتعليم التقليدي ، ثبت أنّ التعليم بالألعاب التدريبيّة يحقق الآتي: - يزيد من ثقة المتدرّبين بأنفسهم بمقدار 20% - يسهّل إدراك المفاهيم بنسبة 11% - يساهم في الاحتفاظ بالمحتوى الذي تمّ تعلمه بنسبة 90% - يحقّق معرفة عمليّة أكثر بنسبة 20% - يرفع نسبة إتمام جميع المهام المطلوبة إلى 300% فوائد التعليم بالتجربة تنقل الألعاب التدريبيّة المتدرّب من متلقّي سلبي للمواد التعليميّة إلى فاعل إيجابي ما يعزّز من انتباهه ، ويقوّي من ذاكرته ، ويحفّزه على اتّخاذ القرارات وإتمام المهام بالإضافة إلى المساهمة في حل المشكلات . لذلك تحمل الألعاب التدريبيّة معها فوائد ومزايا عديدة تعود بالنّفع على جميع أطراف العمليّة التعليميّة منها : - جعل عمليّة التعلّم تجري بسلاسة . بحيث يمكن استغلال اللعبة كوسيلة للتحمية والتنشيط بعد يوم طويل من الأعمال المكتبيّة أو المنزليّة وبث الطاقة لدى المتدرّبين. - تخلق الألعاب التدريبيّة جوّاً ديناميكيّاً في قاعة التّعلم . قد يأتي المتدرّبون من خلفيّات مهنيّة وأكاديميّة وحتّى ثقافيّة مختلفة عن بعضهم البعض مما يصعّب عليهم الاندماج بسهولة ، لذا تقوم الألعاب التدريبيّة بكسر الجليد بين المتدرّبين وإنعاش الجو العام وخلق التفاعل فيما بينهم . - تساعد الألعاب على تحفيز الذاكرة. التعلّم بالتجربة ينقش المعلومات والأفكار في الذاكرة أكثر من المواد التعليميّة الصمّاء كالكتب ، وذلك بفضل إشراك العديد من الحواس إضافة إلى السمع ، كالبصر واللمس وفي بعض الأحيان ، الشم والتذوق . - تظهر الألعاب التدريبيّة تقدّم المتدرّب على مدار الجلسات. على عكس التعليم التقليدي الذي يظهر التّقدم في الاختبارات التحصيليّة فقط فإنّ جو الألعاب يخلق العديد من الفرص لرصد التّقدم وعرض المهارات تحت ظروف تحفّز على التنافس واستعراض القدرات. إضافة إلى ذلك توفّر الألعاب التدريبية فرصة تقديم تغذية راجعة فوريّة لأداء المتدرّب بعد كل لعبة. - تتيح الألعاب التدريبيّة القدرة على التمرّن بحرّية. في الوقت الذي يخشى فيه الكبار الفشل في جو التعليم التقليدي ويحملون تحفّظات تجاه المشاركة أو إبداء الآراء في قاعة التّعلم فإن الألعاب تخلق جوّاً من المقبول فيه أن تخطئ ، وتخسر ، أو حتّى أن تضيف شيئاً غير مألوف في بيئة مرحة خالية من العواقب. - تحفيز الدماغ تقدّم الألعاب التدريبيّة منافع عصبيّة تعمل على تحفيز الدماغ وبالتّالي تأخير الشيخوخة، وتحسين الوظائف المعرفيّة من خلال عمليّات اتّخاذ القرار والتّصرف بسرعة في المواقف الواقعيّة. - تحسين الثقة بالنّفس تسّهل الألعاب التدريبية التواصل مع بقيّة المتدرّبين ، وخلق حوار معهم ، والعمل كفريق وتوزيع الأدوار ليعبّر كل فرد عن نفسه وعمله. - تطوير المهارات الشخصيّة تمثّل العديد من الألعاب التدريبيّة محاكاةٍ لمواقف الحياة الواقعية مما يساعد في تنمية المهارات الشخصيّة للمتدرّب كمهارات التفكير الاستراتيجي، وتقبّل النقد ، المراقبة والملاحظة، ومهارات القيادة والتواصل .